منتدى كلية الهندسة الألكترونيه

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شارك تعلم استمتع حيث العلم والفائده


    الليزر شعاع االحياه

    joseph
    joseph


    ذكر
    عدد الرسائل : 1
    العمر : 36
    الكليه/الفرقه/العمل : هندسة منوف/ الثالثة / الليزر
    تاريخ التسجيل : 12/04/2008

    الليزر شعاع االحياه Empty الليزر شعاع االحياه

    مُساهمة من طرف joseph 14/4/2008, 8:30 pm

    الليزر شعاع الحياة

    [justify]عندما نطقت فاطمة وهي تتحدث مع صديقتها لم تصدق الأخيرة ما سمعت، فصوت فاطمة الخشن الشبيه بصوت الرجال، اصبح الآن صوتاً رخيماً وجميلاً وأنثوياً بعد ان كان صوتاً أجشاً يسبب لها الإحراج.
    سألتها صديقتها: ماذا فعلت حتى صار صوتك عذباً؟ فردت فاطمة معتزة، استشرت طبيباً مختصاً بالأذن والأنف والحنجرة فقام برشق حنجرتي بضوء الليزر، وهكذا تمكنت من ان أغيّر صوتي القبيح بصوت جميل.
    [/size]


    الليزر كلمة مركبة من الأحرف الأولى لعبارة إنكليزية هي Light Amplification by Stimulated Emission of Radiation أي ما معناه بلغة الضاد: تضخيم الضوء بواسطة الإشعاع المحرض.
    إن الليزر ليس وليد السنوات القليلة الماضية، فاكتشافه يعود الى الخمسينات من القرن المنصرم الذي شهد تطورات مدهشة في العديد من مجالات العلوم. والليزر عبارة عن حزمة من الضوء المكثّف يسير في اتجاه مستقيم على عكس الضوء العادي الذي يمشي في جميع الاتجاهات. وفي بداية الستينات من القرن العشرين تمكن العلماء من وضع حجر الأساس لأول جهاز ليزري، وبعد ذلك استطاعت الشركات إنتاج أنواع عدة من الليزرات لاستعمالها في أغراض متشعبة صناعية وفضائية وبحثية وعسكرية وزراعية وطبية.
    وعلى الصعيد الطبي اصبح الليزر موضوع الساعة، نظراً الى الفوائد الجمة التي يمكن الإفادة منها لمداواة الكثير من الأمراض. خصوصاً تلك التي استعصت على الأدوية، ويعتبر تطبيق شعاع الليزر في العلاج الطبي والجراحي من أحدث الوسائل العلاجية، وما زال العلماء يعملون على كشف كل اسرار هذا السلاح السحري، لتحويله الى شعاع للحياة، في حين ان هم الآخرين ينصب على كيفية استعماله كسلاح للموت. وهناك انواع عدة من شعاع الليزر، يختلف كل واحد منها عن الآخر بطاقته وصفاته الفيزيائية، وبالتالي من حيث تأثيراته العلاجية، وهذا الاختلاف يعود الى طبيعة الغاز المستعمل في توليد شعاع الليزر.
    وما يميز شعاع الليزر ان استعماله ممكن في الجراحة من دون ان يحدث نزفاً غزيراً، وهذا ما يبقي ساحة العمل الجراحي شبه نظيفة وواضحة للعيان، كما ان رشق المنطقة المعالجة بالليزر لا ينتج منه اية تفاعلات التهابية في الأنسجة المجاورة، بسبب دقة تصويب الليزر الى البؤرة المريضة فقط من دون المساس بالمناطق السليمة. عدا هذا وذاك، فإن العلاج بالليزر لا يسبب الألم، أو قد يكون مؤلماً في شكل خفيف جداً، كما لا تصدر عنه أصوات كتلك التي تصدر عن بقية التقنيات العلاجية الأخرى.
    ويعتبر طب العيون من أكثر الاختصاصات التي استفادت من تقنية العلاج بالليزر، فقد استخدمت هذه التقنية لعلاج عدد من العلل التي تضرب مختلف أجزاء العين، من بينها: اعتلال الشبكية السكري، واعتلال الشبكية الاستحالي الناتج من التقدم في السن، وارتفاع ضغط العين، وانفصال الشبكية، وبعض أورام العين، وانسداد قنوات الدمع، وجلطات أوردة الشبكية، وتشوهات الأجفان، وعيوب النظر، خصوصاً قصر النظر، أي عدم قدرة العين على رؤية الأشياء البعيدة. ويتم إصلاح هذا العيب بإزالة طبقة رقيقة من قرنية العين، وقد سمحت هذه العملية لملايين الأشخاص بالتخلص من نظاراتهم أو عدساتهم اللاصقة نهائياً.
    لقد شهدت عملية تصحيح النظر بالليزر اقبالاً منقطع النظير بهدف التخلص من النظارات أو العدسات اللاصقة. ويجدر هنا التذكير بأن هناك نسبة فشل لهذه العمليات، فهي ليست آمنة مئة في المئة كما تروج لها العيادات المتخصصة أو الشركات التجارية الداعمة لهذه العيادات. وفي هذا الإطار سبق لباحثين أوروبيين ان أثاروا شكوكاً حول نتائج عمليات تصحيح النظر على المدى البعيد. لذا فعلى كل من ينوي الإقدام على مثل هذه العملية ان يكون على علم بأن هناك بعض المشاكل التي يمكن ان تنتج منها مثل جفاف العين، وصعوبات في الرؤية ليلاً، والأهم من هذا التأكد من كفاية الطبيب الذي يقوم بالعملية.
    اما على صعيد الجلد فيستعمل الليزر لإزالة الشعر غير المرغوب فيه، ولإزالة الوحمات والبقع الجلدية، ولإزالة التجاعيد والبقع الزرق حول العين، وآثار حب الشباب، والشامات والنمش والكلف والوشم، وعلاج مرض البهاق، ودوالي الساقين، ولإزالة آثار الجروح والجراحات، ولعلاج الشعيرات الدموية (الأوردة العنكبوتية) التي تظهر تحت الجلد، وهذه الأخيرة قد تكون منفصلة او متشابكة، وقد تظهر في اي مكان في الجسم خصوصاً على الفخذين والوجه والكاحل. ان مثل هذه العلاجات يجب ان تتم بإشراف طبيب مختص في الأمراض الجلدية او في جراحة التجميل، وذلك من اجل تحديد نوع شعاع الليزر المستعمل، والموجة اللازمة، والجرعة الضرورية، وذلك تفادياً لوقوع اختلاطات جانبية. وفي الحالة العادية فإن شعاع الليزر قد يخلف بعض الآثار الطفيفة مثل الوخز الموضعي والاحمرار والتورم، لكن هذه الآثار موقتة وتزول من تلقاء ذاتها بعد فترة من الوقت. لقد بدأ شعاع الليزر يأخذ مكانه في طب الأسنان ففي السنوات الخمس الماضية، احدث هذا الشعاع نقلة نوعية في علاج الأسنان بحلوله مكان آلة الحفر المزعجة، فضوء الليزر اصبح يستعمل الآن في إزالة التسوس وعلاج حساسية الأسنان واستئصال عصب السن الملتهب، وتعقيم قناة السن من الجراثيم، وفي تبييض الأسنان، وكل هذا من دون سماع ذبذبات آلة الحفر التقليدية المزعجة. ايضاً يستخدم شعاع الليزر في تنفيذ بعض الجراحات البسيطة في الفم، مثل تجريف اللثة، وفتح خراجات الفم، وإزالة الأورام السليمة والخبيثة، وتسريع التئام الجروح، وإيقاف النزوف، وعلاج تقرحات الفم وألم مفصل الفك.
    والليزر اصبح سلاحاً لعلاج الشخير، إذ يقوم الطبيب بعد التخدير الموضعي، بتوجيه شعاع الليزر صوب الحلق لقطع جزء من اللهاة وسقف البلعوم، وذلك عوضاً عن استعمال المبضع الجراحي، ويعطي العلاج بهذه الطريقة نتائج مشابهة للجراحة المعروفة، لكن بمضاعفات اقل وآلام أخف حدة وفي مدة لا تتجاوز العشرين دقيقة يستطيع المريض بعدها ان يغادر المستشفى الى منزله. وفي دراسة أعدها أخيراً باحثون من جامعة كليفلاند الأميركية اثبت الليزر مكانته في تدبير سرطان الحنجرة وفي تجنب العديد من المضاعفات الناتجة من العلاج الإشعاعي.
    وحقق شعاع الليزر قفزة نوعية في مقاربة أورام الدماغ التي تقع في مناطق حساسة جداً، خصوصاً تلك التي تقبع في عمق الدماغ والحاوية على مراكز النطق والذاكرة والتنفس والبصر، إذ غالباً ما تكون المداخلة الجراحية بواسطة المبضع في هذه الناطق شبه مستحيلة، إن لم تكن مستحيلة، نظراً الى الأضرار التي يمكن ان يلحقها المبضع بواحد أو أكثر من المراكز الحيوية. إن شعاع الليزر قدم خدمة كبرى على صعيد أورام الدماغ، إذ مكّن من الوصول الى عقر دار تلك الأورام وجعل المستحيل ممكناً.
    أخيراً، هناك محاولات خجولة لاستعمال الليزر لعلاج اورام البروستاتة الحميدة والسرطانية، وحالياً تجري دراسات خاصة حول هذه الوسيلة للوصول الى علاج آمن خال من المضاعفات الجانبية التي يخلفها التدخل الجراحي المعتاد. والشيء ذاته يمكن ان يقال عن الأمراض القلبية، فالعلماء الأميركيون طوروا جهازاً لليزر يستطيع تذويب الدهن، ومن يدري فقد يتمكن هذا الجهاز من تذويب الكثير من الأمراض.

      الوقت/التاريخ الآن هو 26/4/2024, 2:47 pm