كلمة الحق في حياة هارون الرشيد
قالوا : إن هارون الرشيد كان يتعاطى الخمر ، ويسكر مع الندماء ، وأظهروه في صورة العربيد الذي لا يفيق ، وأفاضوا في الحديث عن وصف مجالس اللهو والمجون ، التي كانت تعقد في قصر الرشيد إلى طلوع الشمس ، حتى التصقت قصة ( ألف ليلة وليلة ) بحياة الرشيد.
وإذا قرأت في كتاب ( فجر الإسلام ) للدكتور أحمد أمين ، عندما يتناول تاريخ هارون الرشيد تعجب كل العجب ، فإنه يذكر روايات توصف هارون الرشيد بالتقي الورع ، وروايات توصفه بالخلاعة والفجور وشرب الخمور، ثم يحاول أن يجمع بين هذه المتناقضات ، دون أن يكذب أحداً من الرواة ، فيقول : إن الرشيد كان ذا شخصية مزدوجة ، بحيث يمكن أن يجمع بين الشيء وضده في وقت واحد ، فبينما نراه يصلي الصلاة في أوقاتها ، يمكن أن نراه في المواخير ويرتكب الموبقات .... فلم تمنعه الطاعة من مزاولة المعصية .
إذا كان الفتى ابن بيئته ، فإننا نجد الرشيد ولد وتربى في بيت يحرص أهله على التقيد بأحكام الشريعة الإسلامية ، فجده أبو جعفر المنصور من كبار فقهاء عصره ، وأبوه محمد المهدي من أشد الخلفاء طاعة لرجال الدين ، وأعنفهم على الزنادقة والمارقين ، أما أساتذته فعلي بن حمزة الكسائي أحد شيوخ القراءات السبع ، وإمام أئمة أهل الكوفة في اللغة والنحو والأخبار ، وجالس هارون الرشيد في شبابه فقهاء عصره أمثال القاضي أبي يوسف صاحب الإمام أبي حنيفة ، ومحمد بن الحسن وغيرهما من العلماء والقضاة ، وظل على صلة وثيقة بهم حتى آخر حياته .
وفي الحقيقة فإني لا أستطيع أن أصدق أن الرشيد كان ذا شخصية مزدوجة ، لأنه لم يكن لديه من الوقت ، ما يستطيع أن ينفقه في هوى نفسه ، بجانب قيامه بأمور دولته ، والتزامه نحو ربه من صلاة وصيام وغزو وحج ونظر في مصالح الرعية ، وخوفه من ربه وبكائه حينما يعظه الفضيل بن عياض والزاهد المعروف ابن السماك ، ولقد أجمع المؤرخون أن الرشيد كان كثير البكاء عند سماع المواعظ ، حتى قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ومدينة السلام : ما رؤي أغزر دمعاً عند الذكر من ثلاثة : الفضيل بن عياض ، وأبي عبد الرحمن الزاهد ، وهارون الرشيد .
ويروي ابن خلدون ـ بعد ما ذكر حديث المفترين على هارون الرشيد ـ فيقول :
وأين هذا من حاله وقيامه بما يجب لمنصب الخلافة من الدين والعدالة ، وما كان عليه من صحبة العلماء والأولياء ، ومحاورته للفضيل بن عياض ، وابن السماك ، والعمري ، ومكاتبته لسفيان الثوري ، وبكاؤه من مواعظهم ، ودعاؤه بمكة في طوافه ، وما كان عليه من المحافظة على أوقات الصلاة ، وشهود صلاة الصبح لأول وقتها .
ثم يقول : حكى الطبري وغيره ، أنه كان يصلي في كل يوم مائة ركعة نافلة ، وكان يغزو عاماً ويحج عاماً.
ذكر السيوطي في تاريخ الخلفاء أن الرشيد : كان من عادته في كل حجة يحجها أن يوزع أموالاً طائلة وصدقات عظيمة ، على سكان الحرمين الشريفين وفقراء الحجيج .
ثم يقول : ولم يسبقه في مثل هذا خليفة قبله ، وربما كان السبب في عنايته بالحج ، واهتمامه بالترفيه عن أهل مكة المكرمة والمدينة المنورة، أنه قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام قبل توليه الخلافة فقال له : إن هذا الأمر صائر إليك ، فاغزو وحج ووسع على أهل الحرمين .
إن التدين في سلوك الرشيد لم يكن صلاة رياء أمام الناس ، ولا حجاً يباهي به في كل موسم ، أو صدقات يعلنها ليمدحه رجال الدين ، وإنما كان الوازع الديني يقظاً في سر الرشيد وعلانيته ، يكره المراء والجدال في الدين ، ينقاد للصواب كلما تبين له وجه الحق ، يعلّم الوعاظ كيف يعظون.
يذكر ابن كثير في البداية والنهاية : أن الرشيد كان يطوف يوماً بالبيت ، إذ عرض له رجل فقال : يا أمير المؤمنين ، إني أريد أن أكلمك بكلام فيه غلظة ، فقال له الرشيد : لا ، ولا نعمت بعيش ، قد بعث الله من هو خير منك إلى من هو شر مني ، فأمره أن يقول له قولاً ليناً .
أي بعث الله موسى وأخاه هارون إلى فرعون وقال لهما : ( فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى ).
ويروي ابن كثير أيضاً فيقول :
يروي أبو معاوية الضرير محمد بن حازم فيقول : كنت أجالس الرشيد ، وأروي له الأحاديث ، فما ذكرت أمامه كلمة ( النبي ) صلى الله عليه وسلم ، إلا سمعته يقول : صلى الله على سيدي رسول الله .
إذن لحساب من هذه الافتراءات ، إن الذين عنوا بنشر أخبار المجون عن السادة الشرفاء ، هم جماعة من الذين انهمكوا في اللذات المحرمة ، وأغرموا بهتك قناع المخدرات ، رغبة في التأسي بهؤلاء العظماء ، الذين صوروهم بالصورة التي أرادوها لهم ، حتى يجعلوا منهم قدوة لهم فيما يرتكبونه من الموبقات.
وأغلب الظن أن الذين تولوا كبر هذا الدس في حياة هارون الرشيد ، هم جماعة من الشيعة الذين كانوا حريصين على تلويث تاريخ الشخصيات العظيمة من العباسيين ، حتى يتقربوا إلى العلويين ، كما أن هناك طائفة أخرى من الشعوبيين الفرس ، الذين أصابتهم نكبة البرامكة بالحرمان من النفوذ والعطاء ( والبرامكة : ينسبون إلى خالد بن برمك ، وهو أول من تمكن منهم في دولة بني العباس ، وكان أبوه برمك من مجوس بلخ ) فأخذوا يتقولون على الرشيد ما لم يقله ، وينسبون إليه ما لم يفعله ، من الأمور التي تطمس محاسنه من صفحات التاريخ.
نقرأ كثيراً عن القادة والزعماء الأوربيين ، فلا نجد أحداً من المؤرخين يلقي بالاً لسيرته الشخصية ، فلا يحكم على الرجل إلا بما قام به من أعمال عامة تضر بالدولة أو ترفع من شأنها.
أما إذا قرأنا تاريخنا ، فإننا نرى العجب في العناية بالسير الخاصة والأخلاق الشخصية المحضة ، وأسرار بيوت الأعلام البارزين ، حتى ترى أنهم يدخلون في حجرة نومهم ، ليسردوا من أخبارهم ما لا يمكن الحصول معه على شهود يوثق بهم ، في مثل هذه الأخبار التي نسجوها من محض خيالهم .
ولو عرف أولئك المتزلفون ، أنهم زرعوا بذوراً لأعداء الإسلام ، مما جعلوا منه فيما بعد أشواكاً لوخز الإسلام في رجاله وأبطاله ، لما خطوا كلمة في ذلك.
وكل ما نرجوه من القارئ الواعي ، أن لا يأخذ هذه المنقولات على علاتها ، ويجب أن يضع نصب عينيه دائماً هذه الحكمة : إذا كان المتكلم مجنوناً ، فيجب أن يكون السامع عاقلاً.
ثم أترك الحكم للمنصفين من القراء العقلاء من أهل العلم والمعرفة ، ليقولوا في هذا الرجل كلمة التاريخ.
قالوا : إن هارون الرشيد كان يتعاطى الخمر ، ويسكر مع الندماء ، وأظهروه في صورة العربيد الذي لا يفيق ، وأفاضوا في الحديث عن وصف مجالس اللهو والمجون ، التي كانت تعقد في قصر الرشيد إلى طلوع الشمس ، حتى التصقت قصة ( ألف ليلة وليلة ) بحياة الرشيد.
وإذا قرأت في كتاب ( فجر الإسلام ) للدكتور أحمد أمين ، عندما يتناول تاريخ هارون الرشيد تعجب كل العجب ، فإنه يذكر روايات توصف هارون الرشيد بالتقي الورع ، وروايات توصفه بالخلاعة والفجور وشرب الخمور، ثم يحاول أن يجمع بين هذه المتناقضات ، دون أن يكذب أحداً من الرواة ، فيقول : إن الرشيد كان ذا شخصية مزدوجة ، بحيث يمكن أن يجمع بين الشيء وضده في وقت واحد ، فبينما نراه يصلي الصلاة في أوقاتها ، يمكن أن نراه في المواخير ويرتكب الموبقات .... فلم تمنعه الطاعة من مزاولة المعصية .
إذا كان الفتى ابن بيئته ، فإننا نجد الرشيد ولد وتربى في بيت يحرص أهله على التقيد بأحكام الشريعة الإسلامية ، فجده أبو جعفر المنصور من كبار فقهاء عصره ، وأبوه محمد المهدي من أشد الخلفاء طاعة لرجال الدين ، وأعنفهم على الزنادقة والمارقين ، أما أساتذته فعلي بن حمزة الكسائي أحد شيوخ القراءات السبع ، وإمام أئمة أهل الكوفة في اللغة والنحو والأخبار ، وجالس هارون الرشيد في شبابه فقهاء عصره أمثال القاضي أبي يوسف صاحب الإمام أبي حنيفة ، ومحمد بن الحسن وغيرهما من العلماء والقضاة ، وظل على صلة وثيقة بهم حتى آخر حياته .
وفي الحقيقة فإني لا أستطيع أن أصدق أن الرشيد كان ذا شخصية مزدوجة ، لأنه لم يكن لديه من الوقت ، ما يستطيع أن ينفقه في هوى نفسه ، بجانب قيامه بأمور دولته ، والتزامه نحو ربه من صلاة وصيام وغزو وحج ونظر في مصالح الرعية ، وخوفه من ربه وبكائه حينما يعظه الفضيل بن عياض والزاهد المعروف ابن السماك ، ولقد أجمع المؤرخون أن الرشيد كان كثير البكاء عند سماع المواعظ ، حتى قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ومدينة السلام : ما رؤي أغزر دمعاً عند الذكر من ثلاثة : الفضيل بن عياض ، وأبي عبد الرحمن الزاهد ، وهارون الرشيد .
ويروي ابن خلدون ـ بعد ما ذكر حديث المفترين على هارون الرشيد ـ فيقول :
وأين هذا من حاله وقيامه بما يجب لمنصب الخلافة من الدين والعدالة ، وما كان عليه من صحبة العلماء والأولياء ، ومحاورته للفضيل بن عياض ، وابن السماك ، والعمري ، ومكاتبته لسفيان الثوري ، وبكاؤه من مواعظهم ، ودعاؤه بمكة في طوافه ، وما كان عليه من المحافظة على أوقات الصلاة ، وشهود صلاة الصبح لأول وقتها .
ثم يقول : حكى الطبري وغيره ، أنه كان يصلي في كل يوم مائة ركعة نافلة ، وكان يغزو عاماً ويحج عاماً.
ذكر السيوطي في تاريخ الخلفاء أن الرشيد : كان من عادته في كل حجة يحجها أن يوزع أموالاً طائلة وصدقات عظيمة ، على سكان الحرمين الشريفين وفقراء الحجيج .
ثم يقول : ولم يسبقه في مثل هذا خليفة قبله ، وربما كان السبب في عنايته بالحج ، واهتمامه بالترفيه عن أهل مكة المكرمة والمدينة المنورة، أنه قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام قبل توليه الخلافة فقال له : إن هذا الأمر صائر إليك ، فاغزو وحج ووسع على أهل الحرمين .
إن التدين في سلوك الرشيد لم يكن صلاة رياء أمام الناس ، ولا حجاً يباهي به في كل موسم ، أو صدقات يعلنها ليمدحه رجال الدين ، وإنما كان الوازع الديني يقظاً في سر الرشيد وعلانيته ، يكره المراء والجدال في الدين ، ينقاد للصواب كلما تبين له وجه الحق ، يعلّم الوعاظ كيف يعظون.
يذكر ابن كثير في البداية والنهاية : أن الرشيد كان يطوف يوماً بالبيت ، إذ عرض له رجل فقال : يا أمير المؤمنين ، إني أريد أن أكلمك بكلام فيه غلظة ، فقال له الرشيد : لا ، ولا نعمت بعيش ، قد بعث الله من هو خير منك إلى من هو شر مني ، فأمره أن يقول له قولاً ليناً .
أي بعث الله موسى وأخاه هارون إلى فرعون وقال لهما : ( فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى ).
ويروي ابن كثير أيضاً فيقول :
يروي أبو معاوية الضرير محمد بن حازم فيقول : كنت أجالس الرشيد ، وأروي له الأحاديث ، فما ذكرت أمامه كلمة ( النبي ) صلى الله عليه وسلم ، إلا سمعته يقول : صلى الله على سيدي رسول الله .
إذن لحساب من هذه الافتراءات ، إن الذين عنوا بنشر أخبار المجون عن السادة الشرفاء ، هم جماعة من الذين انهمكوا في اللذات المحرمة ، وأغرموا بهتك قناع المخدرات ، رغبة في التأسي بهؤلاء العظماء ، الذين صوروهم بالصورة التي أرادوها لهم ، حتى يجعلوا منهم قدوة لهم فيما يرتكبونه من الموبقات.
وأغلب الظن أن الذين تولوا كبر هذا الدس في حياة هارون الرشيد ، هم جماعة من الشيعة الذين كانوا حريصين على تلويث تاريخ الشخصيات العظيمة من العباسيين ، حتى يتقربوا إلى العلويين ، كما أن هناك طائفة أخرى من الشعوبيين الفرس ، الذين أصابتهم نكبة البرامكة بالحرمان من النفوذ والعطاء ( والبرامكة : ينسبون إلى خالد بن برمك ، وهو أول من تمكن منهم في دولة بني العباس ، وكان أبوه برمك من مجوس بلخ ) فأخذوا يتقولون على الرشيد ما لم يقله ، وينسبون إليه ما لم يفعله ، من الأمور التي تطمس محاسنه من صفحات التاريخ.
نقرأ كثيراً عن القادة والزعماء الأوربيين ، فلا نجد أحداً من المؤرخين يلقي بالاً لسيرته الشخصية ، فلا يحكم على الرجل إلا بما قام به من أعمال عامة تضر بالدولة أو ترفع من شأنها.
أما إذا قرأنا تاريخنا ، فإننا نرى العجب في العناية بالسير الخاصة والأخلاق الشخصية المحضة ، وأسرار بيوت الأعلام البارزين ، حتى ترى أنهم يدخلون في حجرة نومهم ، ليسردوا من أخبارهم ما لا يمكن الحصول معه على شهود يوثق بهم ، في مثل هذه الأخبار التي نسجوها من محض خيالهم .
ولو عرف أولئك المتزلفون ، أنهم زرعوا بذوراً لأعداء الإسلام ، مما جعلوا منه فيما بعد أشواكاً لوخز الإسلام في رجاله وأبطاله ، لما خطوا كلمة في ذلك.
وكل ما نرجوه من القارئ الواعي ، أن لا يأخذ هذه المنقولات على علاتها ، ويجب أن يضع نصب عينيه دائماً هذه الحكمة : إذا كان المتكلم مجنوناً ، فيجب أن يكون السامع عاقلاً.
ثم أترك الحكم للمنصفين من القراء العقلاء من أهل العلم والمعرفة ، ليقولوا في هذا الرجل كلمة التاريخ.
10/2/2015, 3:21 pm من طرف mimidarwish
» دروس في الميكروكنترولر PIC 16F84
12/1/2013, 8:54 pm من طرف عبدالباسط حسن a
» دورة في التحكم الالي بالغة العربية للي عايز يفهم بسسسسسسسسسس
14/11/2012, 11:08 pm من طرف moussa karim
» برنامج الا صلاتى حساب أوقات الصلاة لـ 252 بلد و 9511 مدينة
21/12/2011, 9:55 pm من طرف tareq1
» مجلة الدوائر الإلكترونية
27/3/2011, 5:06 am من طرف misrint
» اصنع ليزر حارق باستخدام DVD writer(فيديو)
12/11/2010, 1:10 pm من طرف Dr.HoSsEn
» دائره stepper motor شغاله ومتجربه
23/9/2010, 8:09 am من طرف أبووعد
» كيف تصنع ليزر حارق من ليزر عادى
1/6/2010, 11:13 pm من طرف zayton
» نبذه مختصره عن opirating system
4/1/2010, 10:44 pm من طرف sami88
» كورس الشبكات الذي يؤهلك للحصول علي شهادة CCNA /CCNP من CISCO
24/9/2009, 8:28 pm من طرف iecs
» مهم اوي شرح المتلاب صوت وصوره
5/9/2009, 7:05 pm من طرف tito
» LED FLASHER الدائره مطبوعه_نظريه_المكونات_البرنامج بالأسمبلي
4/9/2009, 4:18 am من طرف the lion
» كلم صاحبك وانت بعيد عنة :دائرة ارسال fm
4/9/2009, 4:14 am من طرف the lion
» كورس الشبكات ( ccna (640-802
21/7/2009, 11:32 pm من طرف hany28
» كورس الشبكات ( ccna (640-802
21/7/2009, 11:31 pm من طرف hany28
» كورس الشبكات
21/7/2009, 11:28 pm من طرف hany28
» هام جدا لطلبة الفرقة الاعدادى مسابقة ieee
3/7/2009, 3:23 pm من طرف meshmesh
» موضوع المليون رد........!!!!
11/6/2009, 12:11 am من طرف sameh saad
» اشتراكات رابيد شير شهرية بسعر 35 جنيه فقط
23/5/2009, 1:55 pm من طرف محمد مغازي
» نهضه المحروسه في هندسه منوف
19/5/2009, 12:45 pm من طرف moudistar