منتدى كلية الهندسة الألكترونيه

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شارك تعلم استمتع حيث العلم والفائده


    أفضل الطرق لهجر المعاصي والإقبال بالطاعات

    avatar
    mody_2008
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    ذكر
    عدد الرسائل : 391
    العمر : 36
    الكليه/الفرقه/العمل : تجالاة بريد
    المزاج : أفضل الطرق لهجر المعاصي والإقبال بالطاعات Pi-ca-42
    تاريخ التسجيل : 17/03/2008

    أفضل الطرق لهجر المعاصي والإقبال بالطاعات Empty أفضل الطرق لهجر المعاصي والإقبال بالطاعات

    مُساهمة من طرف mody_2008 12/5/2008, 8:04 am


    سئل الشيخ محمد المختار الشنقيطي . هذا السؤال:

    فضيلة الشيخ : ما هي أفضل الطرق لهجر المعاصي والإقبال بالطاعات في نظركم يا شيخ . وأثابكم الله ؟
    الجواب :
    بسم الله . الحمد لله ، والصلاة والسلام على خير خلق الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ؛ أما بعد :
    فهذا سؤال عظيم ، من وفقه الله – عز وجل - لأفضل الطرق في هجر معصية الله ، وأفضل الطرق لبلوغ مرضاة الله –عز وجل- ؛ فقد أنجح وأفلح ، وفاز فوزا عظيما ، ونسأل الله بعزته وجلاله وعظمته وكماله أن يجعل لنا ذلك بمنه وكرمه .
    أولا : وقبل كل شيء الدعاء أن يدعو العبد ربه أن يصرف قلبه في طاعته ، وأن يصرفه إلى محبته ومرضاته ، وقد دلت السنة على ذلك كما قال صلى الله عليه وسلم : (( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ))
    فكان في أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، وفي جوف الليل في قيام الليل وفي صلاته بالليل؛ كما ثبت في الحديث الصحيح عن أم المؤمنين عائشة (( أنها افتقدت النبي –صلى الله عليه وسلم- في الليل فجالت يدها فوقعت على قدمه ساجدا يقول : يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)) ، أن تسأل الله الذي لا يسأل غيره ، وأن تدعو الله –عز وجل- الذي لا يدعى سواه ، وأن ترجو الله –سبحانه وتعالى- الذي لا يرجى أحد عداه ، أن يثبت قلبك على طاعته ، وأن يجعل هذا القلب في محبته ومرضاته ، وأن يصرف عنك الخواطر الردية ، والوساوس المردية، وأن يجعلك من عباده الصالحين ، فإن دعوت الله بصدق ؛ فإن الله –عز وجل- هو وحده الذي يوفّق لأفضل الطاعات ، وهو وحده الذي يصرف القلوب عن المعاصي والمنكرات ، فأكثر من دعاء الله ، فإن الله يجيب دعوة الداعي إذا دعاه .
    أما الأمر الثاني : فمن أصدق ما رأيت من توفيق الله للعبد أن يوفق لطاعته ، وأن يعصم ويحفظ من معصيته إذا رزق قلبا متوجها لله – جل جلاله- .
    قلبك حتى يصبح أكبر همك وغاية رغبتك وسؤلك أن تكون في طاعة الله ، وأن تصرف عن معصية الله ، فمن كان عنده في قلبه هذا الشعور؛ فبإذن الله سيوفقه الله توفيقا عظيما .
    هناك أمران : الأمر الأول يوفق لطاعته، ماذا يجعل في قلبه ؟
    إذا جعلت في قلبك وفي نفسك وفي فؤادك أن يصلحك الله ، وطمعت من الله –عز وجل- أن تكون في خير المراتب عند الله في طاعته ومحبته ، وصدقت مع الله في قلبك ؛ صدق الله معك ، كما قال تعالى :
    { إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا } .
    كثير من الأخيار بلغهم الله الخير الكثير والنفع العظيم حينما توجهت قلوبهم إلى الله بصدق الرغبة في طاعته ، ما يستطيع أن يطيع الله –عز وجل- مصروف القلب عن الطاعة ، ولا يستطيع أن يبلغ أعالي المراتب والرتب في طاعة الله إلا من توجه قلبه بكليته إلى الله أن يجعله من أولئك السعداء الأتقياء الأخيار الصلحاء ، فإذا كان قلبك متوهجا مشتاقا محبا لأن يكون في أفضل المراتب فإن هذا يؤثر في جوارحك ، فأنت مثلا بمجرد أن تفتح عينيك وتصبح في يومك حملت هم كيف تكون أسعد العباد في ذلك اليوم ، وإذا جلست في بيتك وأهلك وولدك حملتهم كيف تكون أفضل ما يكون الوالد مع ولده ، وإذا خرجت من بيتك تريد أي مسجد أو بيت من بيوت الله حملت الهم أن تكون أسعد الناس في ذلك الممشى، إن ذهبت إلى صلاة الظهر ودخلت المسجد تمنيت من الله أن تكون أسعد من في المسجد، وأن تخرج من ذلك المسجد بأفضل ما خرج به من خرج في ذلك اليوم وتلك الساعة ، يكون عندك قلب صادق ولذلك انظر إلى كثير من الأخيار والصالحين حينما كان عندهم شعور أنهم يعاملون الله وأنهم يريدون أن يكونوا في أفضل المراتب وجدت النفوس مستجيبة ووجدت الهمم عالية وهي تتجه إلى ربها إلى محبته وإلى مرضاته –سبحانه وتعالى- .
    والعكس فالغفلة عن إحياء القلوب بهذا الشعور هو الذي ضر كثيرا من الأخيار فضلا عن غيرهم ، إياك أن يزول عن قلبك ولو طرفة عين الشعور بطمعك في رحمة الله –عز وجل- ، دائما تحمل همّ كيف تكون عند الله بأفضل المنازل ، { وعجلت إليك ربي لترضى } أن تعجل إلى الله ، والعجلة السرعة وأن تبادر وتسير حثيثًا إلى ملك الملوك وجبار السماوات والأرض إلى من يرحمك ولا يعذبك إلى من يحسن إليك ويكرمك ويرفعك ويفتح لك من أبواب رحمته ما لم يخطر لك على بال ، إلى هذا الرب الحليم الرحيم الكريم، الذي علمك ما لم تكن تعلم وكان ولم يزل فضله عليك عظيما ، إلى هذا الرب الذي هداك من الضلالة، وأنقذك من الغواية وأرشدك إلى سبيل الحق والهداية، إلى هذا الرب الذي أحسن وأفضل { الذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين وإذا مرضت فهو يشفين } من يفعل هذا غير الله – جل جلاله - تبارك رب العالمين ، تحس بقرارة قلبك أنك تعجل إلى الله ، أنك تريد أن تكون عند الله بخير المنازل ، ولذلك ما إن تطأ قدمه المسجد إلا أحب أن يكون في الصفوف الأول ، وما إن يخرج إلى فريضة إلى طاعة إلا وجدته معلقا يكون أخشع الناس في صلاته ، وأخشعهم في ركوعه وفي سجوده ، فإذا كان عنده هذا الشعور سأل عن الأعمال التي تقرب إلى الله –عز وجل- وبحث عنها وتشوق وأصبح يبحث عن تجارة مع الله رابحة لا يرضى بالقليل، أبدا بل يسمو إلى الكثير ، إن علم أن التسبيح فيه حسنات، وأن لا إله إلا الله أفضل ما ذكر به الله؛ اختار لا إله إلا الله ، فنطق بها لسانه ، واعتقد بها جنانه ، ولهج بها في ليله ونهاره وصبحه ومسائه ، فإذا علم أن قراءة القرآن أفضل من ذكر باللسان ؛ قدم قراءة القرآن ، فتجده يطمع من مغفرة إلى مغفرة ، ومن رحمة إلى رحمة ، ومن خير إلى خير ومن بر إلى بر ، فينصرف قلبه بالكلية إلى الله – جل جلاله - ، ويشتغل بطاعته عن معصيته ، وبمحبته عما يغضبه
    .
    هذا القلب الصالح التقي النفي الصافي الذي أخلص لله –عز وجل- صدقا وحقا لاشك أنه بخير المنازل عند الله .
    أول ما تبدأ بقلب يبحث عن محبة الله ومرضاته ، ولذلك تجد هذا العبد الصالح يشتري مرضاة الله بكلمة ترضي الله – جل جلاله - ، فتجده في كل موقف إذا جاء يتكلم بلسانه أحس أنه نعمة من الله –عز وجل- فبحث عن أفضل ما يتكلم به لكي يرضي ربه ، فتجده أعف ما يكون عن الحرام ، وأكثر ما يكون ذكرا لله –جل جلاله- ، ولا يمكن أن يغفل مع الغافلين ، لأن القلب مادام فيه التلهف وفيه التشوق لرحمة الله لا يمكن أن يغفل ، وهذا من ذكر الله { فاذكروني أذكركم } فمن كان قلبه معمورا بالله جميع هذه الساعات واللحظات من عمرك ؛ إما أن تضيع عليك، وإما أن تربحها ، جميع هذه الثواني والدقائق أنت أحوج ما تكون ، وأفقر ما تكون إلى أن تقدمها بينك وبين الله –جل جلاله- ، وتتذكر حينما تتذكر من حُرم هذا الخير الذي أنت فيه ، فيتجه قلبك بالكلية إلى الله –سبجانه وتعالى- في طاعته ومحبته ومرضاته؛ لأنك تعلم أنه إن ذهبت عنك هذه الساعة فلن تعود إليك أبدا ، وأنك إذا دخلت هذا المسجد لذكر الله ؛ فإن هذه السويعات والدقائق محسوبة ، تتمنى أن لا تغبن فيها ، ولذلك تكره أن تصرف هذه الدقائق والساعات وأنت صامت لا تتكلم ، فضلا عن أن تلقيها في الحرام أو غيبة أو نميمة ، ولذلك تجد الإنسان يخرج من بيته لأي أمر يريده من مصالحه ولو كان في أمر دنيوي فإذا أصبح قلبه مع الله –عز وجل- تجده وهو راكب في سيارته يقرأ القرآن ويتلو القرآن ، ثم إذا نزل تلا القرآن لأنه خاف أن تضيع هذه الدقائق يخاف أن تضيع هذه الثواني فإذا كان عندك هذا القلب الحي وزالت عنك الغفلة، وأذهب الله عنك الران؛ فإنك تسير إلى الله حثيثا ، وعندها تطلب ربا نعم ما يطلب منه من الرحمة والعفو والمغفرة –جل جلاله- ، وتطلب المطلب الذي يفوز طالبه ، وتسير في الطريق الذي لا يخيب سائره ، عندها تحس أنك من الرابحين لا من الخاسرين ، وأنك من المفلحين والناجحين؛ كل ذلك بفضل الله ثم بهذا التوجه إلى الله.
    يا هذا ! إن الدنيا فانية وليس لك من عمرك إلا ما كان من مرضاتك لربك ، فابحث عن قلب يقربك إلى الله وعن قلب يحب الله –عز وجل- ويتجه إلى الله بالكلية ، ولذلك تجد بعض الأخيار يجلس ساعات طويلة وهو ساكت وكان بالإمكان أن يعمر هذه الساعات بقراءة القرآن، فينال مئات الألوف من الحسنات ، تجده يحفظ الجزء والجزءين بل هناك من يحفظ القرآن كاملا ، ويمر عليه اليوم وما ختم منه جزءاً واحدا ، غبن والله، ثم نريد أن نكون من الأخيار، ثم نكون من الصلحاء ، اقرأ في سير العلماء ، واقرأ في سير الصلحاء لتعرف أين منزلتك ، واقرأ في أخبار الأولين والماضين الذين أمضوا أيامهم وأعمارهم وساعات العمر في مرضاة الله –جل لجلاله- ، اقرأ عن قوم كانوا يخافون عن ذهاب الدقيقة فضلا عن الساعة ، كانوا يخافون عن الغفلة في الساعة فضلا عن الساعات ، كانت أعمارهم في ذكر الله ومحبته ومرضاته ، حتى تعرف أين مكانك ، نعم تسعى إلى أفضل الطاعات، وأفضل المرضاة إذا حرصت على هذا الحرص أن تكون مع الله بقلب صادق يطلبك ويحبك ، ومن طلب الله؛ وجده ، من طلب الله ؛ وجده ، فإن الله –سبحانه وتعالى- يقول : { ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر }
    فليس هناك أيسر من سبيل الله ، ولا أسهل من طريق يقودك إلى الله ، ولا أكثر من أنس تجده حينما تأنس بالله –جل جلاله- ؛ ولذلك تجد العبد الصالح الذي لا يفرط في أوقات عمره إلا وقد تمضي عليه أوقات عمر وقد أفناه في محبة الله لا يعرف الوحشة ، نعم عرف الليل في ظلماته فتجده قائما بين يدي الله يتلو كتاب الله لم يشكُ وحشة يوما من الأيام ، وتجده في صباحه في النهار بين الناس ما بين ذكر وشكر لم يقسُ قلبه فيما بينه وبين الله وعندها تهدى إلى أفضل الطاعات.
    إذا صلح قلبك بهذا التوجه إلى الله (( ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله )) ملك الجوارح الذي يقودها إلى الله –جل جلاله- ، فإياك أن تكون من الغافلين ، إذا كنت تريد أفضل الطاعات فابدأ بقلبك ، يصلح الله جوارحك ، وإذا أصلح الله
    جوارحك هداك إلى أفضل الطاعات وأحبها إليه من : ذكره ، وشكره ، والإنابة إليه .
    كذلك أيضا اعلم أن الكتاب والسنة دلا على أحب الأعمال وأزكاها عند ذي العزة والجلال ، والنصوص في هذا واضحة ، فتتعلم ما هي أحب الأعمال إلى الله ، فتحرص على تطبيقه ، ثم إياك وهذا التخاذل وهذا الضعف ، والله ما أقدر ، تعلم عن قيام الليل وفضله تقول : والله ، ما أقدر أقوم الليل والله أنام والله ما أستطيع ، هذا شأن المحرومين ، هذا شأن الغافلين ، هذا شأن الناقصين ، أما أصحاب الهمم العالية والنفوس الزاكية لا يعرفون التقاعس ، ولا يعرفون التواني ، وإنما يجدون ويجتهدون ، والله ، ما أقدر والله ظروف يا سبحان الله !
    عليك أن تجتهد مع الله –عز وجل- في طاعته فإذا تعبت اليوم واليومين وفقك الله –عز وجل- حتى تتلذذ بالطاعات عمرا طويلا ، فكم من أقوام تعبوا في قيام الليل أياما ، ومنهم من تعب فيها أسابيع ، ومنهم من تعب فيها شهور ومنهم من تعب فيها سنوات ، ولكن بقت لذتها حتى توفاهم الله –جل جلاله- راضيا عنهم مرضيا لهم .

    جعلنا الله وإياكم منهم ، تجد وتجتهد .
    وأسأل الله بعزته وجلاله وعظمته وكماله أن يجعلنا من عباده المفلحين وأن يعصمنا بعصمة الهدى والدين إنه ولي ذلك والقادر عليه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

      الوقت/التاريخ الآن هو 15/11/2024, 3:52 pm